تجلي .


من وقتها , أنفقت الكثير , لتبقى صورته لامعة
لأجل ماذا كانت تفعل ذلك؟
لخاطر السمعة و البرستيج؟ ,
لكنها تعلم يقيناً أن لا أهمية لكليهما,
ربما القليل من الأهمية كانت موجودة ,
ذلك النصيب الطبيعي الذي نحصل عليه من القرابات و الصلات , الوظيفة , و المال , لكنها لم تكن تتجاوز ذلك بالتأكيد.
لم أجهدت نفسها لتظل الصورة بهيّة؟
لأجل ماذا كانت هذه العناية المنهكة , و الحرص الذي ربته حتى نمى و تعرّش و صار هوسا يأكلها؟
لأجلها؟
أم لأجله؟ لأجل أنه كان الصورة الواقعية الوحيدة التي قاربت مثالها ؟
لكن ذلك كان منذ وقت طويل
و الوقت الطويل ينخر بسوسه كل شيء
لِمَ لم يطاله الشق الذي أسقط الكثير من الصور قبله عن حائطها؟
على ناصية هذا الجبين عقدت الكثير من الآمال,
على هذه الابتسامة المائلة قليلاً لليسار
و اللمعة التي تنم عن الذكاء في نظرته ,
و النقرة الخفيفة في الذقن , راكمت الكثير من الأوهام.
على هذه الصورة كانت مستعدة لانفاق المزيد , كي لا يذهب ما صُرِف سدى.
لكن بعيداً هناك ,
أبعد من جوف بطنها ,
أبعد بكثير ,
حيث لا يصل الضوء ,
كانت تحتفظ بانعكاسات صوره السيئة ,
على هذه السطوح الحساسة للضوء , كان له أرشيفه الخاص ,
أرشيفه الذي إن استطاعت تجاهله,ما استطاعت إلغائه,

الصور التي لم تُظهّر بعد كانت محفوظة و جاهزة للفتك بكل ما تحاول أن تبقي عليه ,
تعرف أنّ أمامها القليل فقط لتقاوم ,
و تنز هذه المعرفة من مسام روحها ,
و ترشح على السطح و تلفها ببرودة موجعة,
القليل فقط كي تكف عن إشاحة النظر,
وتعترف لنفسها –كبداية- أن ما تعتقده لمعة ذكاء
تخصه هو مجرد تأثير ضوئي طارئ.

ليست هناك تعليقات:

 

Web Counter
Open GL Graphics