كوابيس

2-


حلمتُ بأننّا في حرب..
كنت أحتمي مع عائلتي الكبيرة في ملجأ..
والقصف يدوّي بالخارج..
كان الملجأ عبارة عن ساحة فسيحة تحت الأرض لمول تجاري كبير و متهدّم
كنت أرى في آخر الساحة سلالم كهربائية مطمورة برماد الإسمنت المختلط بالنفايات , و الأوراق, وكمية من الأعضاء البشرية المبتورة..
وفي داخل الملجأ كانت هناك معركة أخرى لكنها بدائيّة تدار بالسيوف..
كان الجو خانقاً بالداخل , وتحت الضياء الأبيض الضعيف يتهادى ضباب أسمنتي كثيف, تلتمع فيه أنصال السيوف التي يحارب بها أشباح غير مرئيين..
شعرت بأن هذه السيوف متجهة ضدي , وكنت متأهبة لأن يغمد أحدها في صدري..
كنت أراني معلقة في الهواء , والمعركة تدار من حولي , وجلجلة السلاح تصطك في أذني..
ثمّ لوهلة سادت لحظة صمت بدت كأنها أبدية ..
عُقدت فيها هدنة أو صلح..
لحظة تشبه لحظة الصمت التي يلج فيها النهار في الليل..
تشبه السكون الذي يتبع شهقة امرأة دفعت للتو طفلاً للحياة..
تشبه رغوة الصمت التي تتجمع فوق بحر الضجيج الذي يحدثه الرتم الواحد لتجمع أناس في مكان واحد..
بعدها..
نظرت أسفل مني,
فرأيت السيوف ملقاة على الأرض وقد تكسرت رؤوس أنصالها ..
و جاءتني من بعيد أصوات ضخمها الصدى لأطفال يلعبون بالكرة..


و أحاديث نسوة كنّ يرفعن أطراف عباءاتهن وهنّ مجتمعات حول بقعة كَارَتْ فيها المياه..
أغمضت عيني , و تطعّمت الملمس البارد للسلام , وذوبته في فمي , و تركته ينتشر بسكينة داخل جسدي ..
ثم فتحتها ببطءً و أنا لا أزال أتهادى في الهواء..
ورأيت عبر شق كبير أحدثته شظية لا زالت تدخّن في الأرض, قطعة السماء في أول الفجر..
أرجوانية تتخللها سحب كثيفة مشتعلة أطرافها بالشمس..
وكانت تتفتت في رذاذ خفيف يسقط على الأرض..

ليست هناك تعليقات:

 

Web Counter
Open GL Graphics