- كيف ترين المستقبل يا أديل؟


- لا أعرف
حينما كنت صغيرة
كان كل ما أريده هو أن أكبر بأسرع ما يمكن
ولكنى لا أرى فائدة من هذا
لم أعد أرى حكمة أو فائدة من الكبر فى السن
إننى أرى المستقبل كغرفة انتظار فى محطة قطار كبيرة مليئة بالمقاعد
فى الخارج، حشود من الناس تجرى بدون أن ترانى
إنهم كلهم على عجلة من أمرهم
يركبون القطارات وعربات الأجرة
فلهم مكان يذهبون إليه
أو شخصاً يلتقون به
بينما أنا جالسة هناك .. أنتظر

- ماذا تنتظرين يا أديل؟

- أنتظر حدوث شيئاً لى


من فيلم : Fille sur le pont, La
رصيدي " من أنا بخير و ما بني شي"
أفلس تماما
أنا كالراعي الذي استنفد فرصه في تمرير نداءاته الكاذبة
لا أنا
و لا الصباحات
و لا لحظة الاستيقاظ من النوم
عدنا نصدق
و المرة التي سأكون فيها حقا بخير
لن أميزها
ستؤخذ بجريرة الكذبة الماعادت تنطلي على أحد.

.


العطب طريقتي لقياس الألفة مع الأشياء
الورقات الثلاث الشاحبة,
تجعل عقد الصداقة بيني و بين نبتتي الخضراء أوثق.
بطريقته المواسية , يهمس لي العطب:
ليست الأشياء بالقوة التي تبدو عليها .

+



يقول التلف:
لست كافياً للعدم.

تقول الخطوة:
لا أشترط قدماً سليمة
عكاز يفي بالأمر.

l


النظرة التي تأخذ احتمالاتنا
النظرة التي تسافر قبلنا
و تقيس المسافة
و تقدر حجم كارثة السقوط
النظرة , البروفة
النظرة التي تكتفي بالتحديق
حتى يصير الشق هاوية
ليس الوقوف الطويل
أمر يمكن تجاوزه
.

لحظاتي الثمينة .

المعرض الثاني , على اليمين
أدخله متوجسة,
مظهري لا يتناسب مع فخامة المحل,
أمد للصائغ علبتي الصغيرة , المبطنة بالمخمل,
يخرج لحظاتي ليعاينها,
هاهو يقلبها تحت عدسته المكبرة
يقوّس حاجبيه
يصدر فرقعة من شفتيه إعجاباً,
يسأل:
-للبيع؟
-لا
-رهن؟
-لا , فقط أردت التأكد
يعيدها لي, و أخرج مسرعة
ويدور بخلده:
ربما كانت مسروقة)
لحظاتي هذه لا ضمان عليها
فقد يجري على سوق التثمين مايجري
قد تصبح خارج نطاق الطلب
قد تنخفض تسعيرتها , فلا تكفي لسد شيء
كل هذه احتمالات واردة
لكنني لا أقايضها بشيء
فقط أحتفظ بها كمعيار أصيل
أقارن بها اللحظات السيئة لأعرف مدى فداحتها
و الجيدة , لأتأكد منها
و اللحظات التي تلمع , لأعرف إن كانت ذهبا
أم سلعة مغشوشة.

مرة أخرى


كـآبتي:
يحدث الأمر هكذا
دفعة خفيفة من الخلف
و أسقط من الصورة
إلى النيقاتيف

_-_-


أتخيل كآبتي سلم كهربائي مخصص للنزول
محاولاتي لمعاكسة اتجاهه عقيمة
ولا تعني شيئا سوى المراوحة في ذات النقطة
علي أن أسلم قيادي لإرادته النازلة
حينما سأصل للقاع
سأجد آخر خصص للصعود.

..!

قالت : "شوفيلي ميّـتها ايه"
تخيلتها تأخذ المرأة
و تنقعها في جردل طوال الليل
هكذا حتى تشف و تتغضن
ثم تخرجها و تنشرها في الشمس حتى تجف
بينما ماء الجردل مليء بالشوائب التي رشحت عنها
الشوائب التي لو وضعت تحت مكبر
لكانت عوالم من النوايا.

تسلية الأيام السيئة


خلف السياج الحديدي
المحاذي للطريق الصحراوية
نمت عشبه برية
وجود أخضر هزيل
لا يقدر على كسر الشحوب الممتد
اشرأبت بعنقها
أجرت مسحا للمكان
و بداخلها نما كنتوء
السؤال الذي ستدور دورة حياتها القصيرة حوله
ما الذي تقوله لي عين الشمس؟
لم تفهم أبدا لِمَ كانت تنظر إليها شرزاً!!
و لم تأخذ رغما عنها حصة يومية من الماء الشحيح الذي بحوزتها
لم تفهم أبدا تناقضاتها
كيف أنها بهيجة و كريمة حينما تقبل
حزينة و تشبه من يعتذر عندما تغادر
قررت أن تبدأ رحلة البحث عن إجابة
سألت السيارات المارقة كسهم
لم تتوقف إحداها لتجيب
سألت القمر الوديع
لم يجب
كان مجرد قرص بليد و تابع
سألت السياج الحديدي
بلهجة جافة زجرها:
اصمتي لولا صلابتي لانصهرت
رأت الزوبعة قادمة
عقدت الأمل
هي طويلة بما يكفي
لو حملتني سيصل صوتي للشمس
مرت الزوبعة
قوة جذب مرعبة سحبتها
أغمضت عينها
خشخشة ما وصلت لمسمعها
وداعبت وجهها
في خاطرها رددت:
هي الشمس
هي الشمس
ما أن فتحت عينها ببطء
متأهبة للقاء
حتى اكتشفت
أنها مابرحت مكانها
و ما كان يخشخش
ليس سوى كيس بلاستيكي فارغ
حملته الزوبعة ليجاورها
و يحجب عنها نظرات الشمس
 

Web Counter
Open GL Graphics